كَثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن الإيجابية وأصبحت موضوعاً رائجاً جذاباً للكثيرين ممن يرغبون في امتلاك هذه الصفة ولكن ما الذي تعنيه بحق؟ هل وجودها عند الإنسان يعني أنّه سيعيش سعادة مطلقة خالية من المشاعر السلبية الطبيعية كالخوف والحزن؟
في الحقيقة الإيجابية هي طريقة تفكير وأسلوب حياة واع يبذل فيه الشخص جهداً مقصوداً للحد من الأفكار والأحداث السلبية وتأثيرها في حياته، واستبدالها بأفكار وقناعات إيجابية تساعده ليعيش الحياة بسعادة منطقية ورضا.
والمرأة على وجه الخصوص لها تأثير كبير على من حولها ولذلك فعندما تكون إيجابية بأفكارها وسلوكها ستتمكن من خلق سعادة حقيقية لنفسها وللغير وخاصة في العلاقة العاطفية مع الشريك، لنتعرف معاً على أبرز صفات المرأة الإيجابية التي تدعم حياتها العاطفية:
1-طيبة القلب:
تتجلى إيجابية الإنسان بنواياه الطيبة لنفسه وللآخرين والمرأة طيبة القلب تتميز بصفات إنسانية رائعة تجعلها تأخذ مكانة خاصة في قلب كل من يعرفها، وهي جذابة جداً للرجل الذي يبحث عن علاقة عاطفية دافئة مستقرة يشعر فيها بالحب والحنان.
يميل الرجل سوي الفطرة إلى تقديم الرعاية والحماية للمرأة التي يحبها بكل إمكانياته، ولكن مهما بلغت قوته وحكمته تبقى داخله حاجة ملحة للشعور بالاهتمام والرعاية من هذه المرأة تحديداً ولكن في الغالب لا يعبر عن هذه الاحتياجات بسبب طريقة التربية الخاطئة القائمة على كبت الذكر لمشاعر الحزن أو الضعف أو حتى العاطفة الزائدة، فكانت النتيجة رجالاً أشداء في الظاهر ولكنهم بداخلهم الكثير من الاحتياجات النفسية والمشاعر المكبوتة خوفاً من نظرة المجتمع أو حتى المرأة المرتبطين بها بعلاقة عاطفية، ونتيجة لهذا الكبت تظهر سلوكيات عند الرجل تضر بالعلاقة مع شريكته كالغضب أو العزلة أو الانهماك في العمل، وهنا يأتي دور المرأة الذكية وطيبة القلب في تلبية احتياجاته العاطفية، فعندما يرى الرجل أن شريكة حياته تلاحظ تغيراته، تهتم بالمبادرة والسؤال، تعطيه الأمان والراحة ليعبر عن مشاعره وتقدم له الاحتواء والدعم العاطفي ستلاحظ أنه يحب البقاء معها أكثر وأصبحت الأقرب لقلبه وأن الانسجام والتواصل الفعال بينهما أصبح أفضل بكثير من السابق لأنها بالنسبة له الإنسان الوحيد الذي يمكنه أن يكون أمامه على حقيقته والملجأ الذي يشعر معه بالأمان التام والتقبل.
لمعرفة المزيد عن أسس الحوار والتعامل مع الشريك نقدم لك ورشة “التواصل الذكي مع الشريك”، بادر بالتسجيل لتتعلم كيفية بناء تواصل فعال مع الشريك يحافظ على الحب والمودة بينكما، مع أمثلة عملية تساعدك على تطبيق ما تعلمته.
2-الجاذبية والإغراء:
المرأة الإيجابية لديها حب لذاتها يجعلها تهتم دائماً بمظهرها وجمالها وهذا عامل جذب كبير للرجل، ولكن المقصود هنا أعمق من ذلك بكثير فالمرأة الإيجابية مغرية بروحها الجميلة وأسلوب تفكيرها الجذاب وثقتها بنفسها وقدرتها على التفاعل في اللحظات الحميمية بطريقة تحقق الرضا لها وللشريك.
3-البشاشة في الوجه:
كما يقول المثل: الابتسامة مفتاح القلوب، تنبع الإيجابية الحقيقية من داخل الإنسان ومن أفكاره ولكن من المهم أن تكون ظاهرة أيضاً على ملامح الوجه ونبرة الصوت. لا شك أن البشاشة والابتسامة الراقية لها أثر كبير في قلب الرجل. راقبي تعابير وجهك في الحياة اليومية هل تميلين إلى العبوس أو الملامح الحزينة؟ (ربما بسبب كثرة المسؤوليات أو الأفكار السلبية). تدربي بالتدريج على التحلي بتعابير مطمئنة مع ابتسامة خفيفة أغلب الوقت. تجدر الإشارة إلى أن معظم السيدات يبذلن جهوداً كبيرة لأجل عائلاتهن وأزواجهن ولكن لا يحصلن على ردة الفعل المُنتَظرة التي تشبع عواطفهن فما السبب؟
على سبيل المثال: ربما تقضي المرأة وقتاً طويلاً في إعداد وجبة شهية ولكن في النهاية تقدمها وقت الغداء بتعابير حزينة متعبة وكأنها كانت في مهمة شاقة. أوكد لك أن زوجك سيكون سعيداً بوجبة بسيطة قدمتها له بسعادة وابتسامة وستسمعين منه ما يرضيك أكثر من وليمة كبيرة قدمتيها بوجه حزين وملامح متعبة.
تأتي ملامح التكشير والعبوس غالباً بسبب التفكير السلبي والسعي للمثالية الزائدة أو كثرة المسؤوليات. توقفي عن لعب دور الضحية السلبي. المرأة الإيجابية ليست خارقة ولا تمتلك قدرات أفضل منك، كل ما في الأمر أنها جعلت راحتها وسعادتها أولوية ونظمت حياتها على هذا الأساس. نظمي واجباتك على مدار الأسبوع ووزعي المهام على أفراد المنزل واستعيني بمساعدة خارجية إن أمكن.
4-الاستقلالية:
عندما تتحلى المرأة بالإيجابية ستتمكن من اكتشاف مواهبها ونقاط القوة فيها والتركيز عليها وبالتالي ستكون ناجحة مهنياً واجتماعياً ولديها استقلاليتها وحدودها الشخصية.
بشكل عام هناك انطباع سلبي مرتبط بمصطلح “المرأة المستقلة” بحجة أنها متمردة وليست بحاجة للرجل. تستند هذه الفرضية على وجهة نظر مادية بحتة. نعم من الناحية المادية هي ليست بحاجة للرجل وأين العيب في ذلك؟ ولكن من الجانب الإنساني والعاطفي نعم كلاهما الرجل والمرأة بحاجة لبعضهما مهما حققا من نجاحات مهنية. الرجل القوي الواثق بنفسه يحب المرأة المستقلة ويرى علاقته بها متجددة بعيدة عن الملل، إذ يجد فيها عمقاً فكرياً وتحدياً ذهنياً وأسلوباً مميزاً في الحياة تجعله يرغب في استكشافها ومشاركتها حياته والاستمتاع بآرائها ووجهات نظرها.
كثيرة هي الصفات التي تجعل المرأة محبوبة بين الآخرين وبشكل عام يمكن وصف الإيجابية بأنها جمال الروح الذي يشمل كل الصفات الإنسانية الراقية. قد يكون الجمال الخارجي سبباً أساسياً لانجذاب الرجل، لكنه لن يقع في الحب إلا إذا وجد فيها السكن الذي يشعر فيه بالمودة والرحمة، بالأمان والانتماء.
Leave A Comment