تتميز العلاقات الزوجية السعيدة والناجحة بتشابه كبير وانسجام بين طبائع الشريكين ومع ذلك تبقى هناك اختلافات بينهما كشخصين مستقلين فقد تتباين وجهات النظر أو الرغبات أو الأهداف في بعض الأحيان، وهذه الاختلافات هي التي تعطي الروح والحيوية والتجديد في العلاقة ولكنها قد تكون سبباً للخلافات الزوجية بين الحين والآخر وكما يقول المثل هي ملح الحب في حال تعامل الشريكان معها بوعي لئلا تتحول إلى صراعات مزمنة تهدد استقرار العلاقة. 

وفيما يلي بعض النصائح التي تساعد الشريكين للتعبير عن رأيهما والتوصل إلى نتائج مرضية للطرفين قبل تصاعد الأمور:

1-اختر الزمان والمكان المناسب:

ليس المقصود التأجيل أو التجاهل ولكن يجب مناقشة الخلافات بجو هادئ ملائم بعيداً عن الإرهاق أو التشتت ليتمكن الشريكان من التواصل وحل المشكلة بأفضل طريقة ممكنة. 

2-أكّد على حبك:

ربما يكون هذا آخر شيء تفكر فيه في أوقات الخلاف ولكن يمكن لكلمة حب رقيقة أو لمسة يد حانية أو عناق لطيف أن يخفف قدراً كبيراً من الانفعال والغضب، وبالتالي تجنب تصاعد الأمور وحل الخلاف بأقل وقت ممكن.

3-التعاطف:

ابدأ النقاش من نقطة مشتركة بينكما، حاول أن ترى الأمر من منظور الشريك. بكلمة تعاطف واحدة منك لشريكك سيتحول تلقائياً من الغضب إلى حالة من الهدوء والسلام، لأنّه أصبح متأكداً أن شعوره وصلك وأنك تقدره وتتعاطف معه وبعدها يمكنك البدء بالحديث عن المشكلة بشكل أسهل.

 الاعتذار وقت الخلافات الزوجية

4-اعترف بخطئك إن وجد وبادر بالاعتذار:

في العلاقة الصحية بين الزوجين يطغى الحب على الكبرياء. اعترف بخطئك إن وجد وأتْبِعهُ باعتذار رقيق لا تعتقد أن شريكك يعرف أنك متأسف فهو يكون بحاجة لسماعها منك. وإن كان هو المخطئ حاول أن توصل الفكرة له دون توجيه اتهامات قاسية أو استخدام لغة التعميم. 

ملاحظة: لا تبادر للاعتذار سريعاً فالنتيجة ستكون عكسية لأنّ الاعتذار بهذه الطريقة سيبدو سطحياً ومزيفاً. خذ وقتاً كافياً في التفكير والمناقشة وبعدها سيتقبل الشريك اعتذارك لأنه سيشعر بصدقك وتحملك  لمسؤولية خطئك.

5-تجنب فتح ملفات الماضي:

من الطرق الرائجة يستخدمها أحد الشريكين ليثبت وجهة نظره بناء على خلاف قديم كان محقاً فيه. استحضارك لملفات الماضي يشكل متكرر يشعر الشريك بالاستياء والغضب والتفكير بأنه مهما عدى من الزمن لن تنسى الخطأ الذي قام به وكأنها وصمة عار تلاحقه للأبد.

6-التركيز على نقطة الخلاف:

حاول أن يبقى النقاش محصوراً حول سبب الخلاف دون التفرع بعيداً عنه وأن يكون الهدف هو التوصل إلى حل يناسب الطرفين وليس إثبات وجهات نظر شخصية.

مناقشة الخلافات الزوجية

7-انتبه لكلماتك:

انتقاء الكلمات له دور كبير في حل الخلاف ببساطة أو تصعيده. من المهم جداً أن يغلب المنطق على العاطفة أثناء النقاش لأن الغضب قد يدفعك لقول أشياء قد تندم عليها في المستقبل. حاول أن تأخذ نفساً عميقاً لتتمكن من ترتيب أفكارك والنقاش بشكل منطقي دون توجيه كلام جارح أو اتهامات تؤذي الشريك. على سبيل المثال يمكن أن تقول لشريكك” أنا أشعر بالوحدة أثناء انشغالك الطويل” بدلاً من ” أنت مهمل ومشغول بالعمل دائماً”. 

8-التواصل الفعال:

يبدأ الأمر بالاستماع الجيد دون مقاطعة، ربما تستطيع كسب الموقف كله فقط من خلال إصغائك الجيد وتفهمك، من المهم أيضاً أن تعبر عن أفكارك أو مشاعرك بوضوح. مع التأكيد على أهمية لغة الجسد فالتواصل البصري والصوت المعتدل ووضعية الجسد المتوازنة البعيدة عن مظاهر التوتر متل تشبيك الأيدي أو النقر على الأشياء كلها عوامل لها دور كبير في تخفيف وطأة الخلاف وإشعار الشريك بالأهمية والتقدير.

9-المرونة:

يتطلب الاستمرار في حياة زوجية سعيدة مستقرة الكثير من الصبر والمرونة من الطرفين لأن العناد والتشبث بالرأي لن يزيد الأمور إلا تعقيداً. 

10-الفكاهة:

الفكاهة لحل الخلافات الزوجية

قد تبدو فكرة غريبة ولكن في بعض الخلافات البسيطة يمكن أن تكون الفكاهة طريقة رائعة لكسر التوتر. يمكن لمزحة لطيفة أو كلمة مضحكة أن تغير أجواء المحادثة بالكامل من التوتر إلى الضحك. 

11-عدم السماح بأي تدخل:

غالباً ما تكون الفترة الأولى من الحياة الزوجية غير مستقرة فكل طرف ما زال ينتمي أكثر لحياته السابقة ولم يعتد بعد على شكل حياته الجديدة مع الشريك، ولسوء الحظ فإن أكثر الخلافات تحدث في هذه الفترة، ومن أكبر الأخطاء إخبار الأهل والأصدقاء عنها لأن عائلتك بالتأكيد ستكون متحيزة لك وقد تسمع منهم بعض النصائح الخاطئة والتي تزيد من الخلاف بدل أن تقرب المسافات بينكما. حاول قدر الإمكان أن تحل خلافاتك مع الشريك دون تدخل أحد، وفي حال تطلب الأمر فاستعن بشخص محايد على مسافة واحدة منكما.

مزيد من المهارات والحلول العملية نقدمها لك بالتفصيل في ورشة”التواصل الذكي مع الشريك“، بادر بالتسجيل لتتعلم كيفية بناء تواصل فعال مع الشريك يحافظ على الحب والمودة بينكما، مع أمثلة عملية تساعدك على تطبيق ما تعلمته.

إن لم تكن معتاداً على هذه التقنيات فقد تجد صعوبة في تطبيقها خاصة في وقت الانفعال والغضب ولكن مع الممارسة ستصبح جزءاً من شخصيتك وستنعكس إيجاباً على حياتك الاجتماعية والعاطفية بشكل ملحوظ، إذ يمكن تطبيق النصائح السابقة في تعاملات الحياة بشكل عام وليس فقط مع الشريك فكثير من الخلافات يمكن تداركها بهدوء وحكمة قبل أن تتصاعد الأمور إلى نقطة حرجة تصعب معها عودة العلاقة كما كانت.