يبحث كل إنسان عن شريك مناسب ليعيش معه الحياة بحب وسعادة، فالإنسان بطبيعته الاجتماعية يتوق دوماً إلى أن يحِب ويُحَب، ولا شكّ أنَّ وجود علاقة عاطفية ناجحة ومستقرة له دور كبير في الصحة النفسية، ولكن بالمقابل قد ينتهي المطاف ببعض العلاقات للفشل لأسباب مختلفة. وعادة ما يعاني الشخص من آثار سلبية عديدة بعد الانفصال ويختبر مزيجاً قاسياً من المشاعر السلبية كالغضب والخوف من المستقبل والاكتئاب وتدنّي تقدير الذات. ولكن الحياة مستمرة ومتجددة ويستطيع الإنسان أن يتّخذ خطواتٍ فعلية لتخطّي ألم الانفصال العاطفي.

7 نصائح عملية للتعافي بعد الانفصال العاطفي

1-تجنَّب ذكريات الماضي:

الذكريات بعد الانفصال العاطفي

تخلَّص من كل ما يذكرك بالعلاقة السابقة سواء صور أو أغانٍ تحتفظ بها في هاتفك واحرص ألا تنجرف وراء الحنين واجترار الماضي، فمن طبيعة الإنسان أن يميل بعد الفراق إلى تذكُّر محاسن الطرف الآخر والتركيز عليها متناسياً كل عيوبه، كذلك احرص على استبدال الأماكن القديمة بأماكن تتيح لك فرصة خوض تجارب جديدة والتعرف على أشخاص جدد.

2-تقبَّل مشاعرك وخذ وقتك الكافي في التعبير عنها: 

مهما كانت رغبتك كبيرة في التخطي إلا أنَّه من الخطأ كبت المشاعر السلبية الناجمة عن الانفصال العاطفي. تقبَّل مشاعرك وعبِّر عنها سواء بالكتابة أو بالحديث إلى شخص مقرب من العائلة والأصدقاء يساندك ويدعمك، فهذا له دور كبير في تسريع عملية التعافي بعد الانفصال. لا تتردّد في الاستعانة بمتخصص نفسي إن كان العبء كبيراً بحيث لا يمكنك التعامل معه بمفردك.

3- لاتكن انتقامياً:

تنتهي بعض العلاقات بانفصالٍ قاسٍ يترك في النفس شعوراً كبيراً بالإهانة أو التخلي، وعندها قد تشعر برغبة كبيرة وملحة للارتباط من جديد كمحاولة إثباتٍ للشريك السابق أنَّك مازلت مرغوباً ومحبوباً، ولكن هذا الاندفاع قد يعيدك لنفس دائرة الاختيار الخاطئة. تقبَّل أنَّ فترة بقائك أعزباً حتى تتعافى كلياً وإن طالت، فهي أفضل بكثير من التهوّر والدخول بعلاقات سريعة خاطئة، وتذكَّر أنَّ حياتك وساعات عمرك أثمن من أن تضيعها في محاولة إثبات أي شيء للآخرين.

4-حدّد بدقّة احتياجاتك وأهدافك من العلاقة التالية:

ربما كان السبب الرئيسي لفشل العلاقة هو عدم وضوح الرؤيا لديك أو عدم معرفتك لذاتك حق المعرفة نتجَ عنه سوءُ تفاهم وتصاعد للخلافات انتهى بالانفصال. تذكَّر أنَّ التفاهم والتواصل الصحيح بين الشريكين يلعبان دوراً أهم بكثير من الإعجاب والانجذاب الشكلي في نجاح العلاقة العاطفية. يجب أن تحدّد بدقة الصفات المعنوية التي تحب وجودها في الشريك المستقبلي والأسس الضرورية المشتركة بينكما وتطلعاتكما المستقبلية للعلاقة والحياة.

 

5-أعد تقييم أخطائك وتصرفاتك في العلاقة السابقة:

تقييم الأخطاء بعد الانفصال العاطفي

تعد مرحلة الانفصال العاطفي فرصة جيدة لتقييم سلوكياتك ومراجعة أخطائك بصدق وشفافية ولكن دون الدخول بدوامة تأنيب الضمير وجلد الذات أو الندم على الماضي، فالانفصال أتى نتيجة لأخطاء من كلا الطرفين والهدف من هذا التقييم هو تطوير نسخة أفضل من نفسك وتجهيزها لعلاقة أكثر سعادةّ واستقراراّ في المستقبل. 

 

6-غيّر نمط حياتك: 

بالرغم من أنَّ مرحلة الانفصال العاطفي قاسية ولكنَّها فرصة جيدة للاعتناء بالنفس بسبب وقت الفراغ الكبير المُتاح بعد غياب الشريك، ويمكن استثمارها في أخذ خطوات جدية للتعافي والبدء من جديد قبل أن تستحوذ عليك المشاعر السلبية. على سبيل المثال، أخذ إجازة من العمل والذهاب في رحلة مع العائلة للتخفيف من حدة القلق والتوتر الذي يرافق هذه المرحلة، كذلك الاهتمام بممارسة الرياضة وتناول الغذاء الصحي فاللياقة البدنية لها أثر إيجابي واضح على الصحة النفسية، بالإضافة إلى مقابلة الأصدقاء وتوسيع دائرة المعارف والعمل على تطوير مهارات وخبرات تساهم في تقدّمك المهني والاجتماعي.

7-كن منفتحاً على الفرص الجديدة:

بعد الانفصال العاطفي

عندما تشعر أنَّك جاهز لا تتردّد بفتح المجال لبدء علاقة جديدة. قد يكون الأمر مخيفاً في البداية، ولكن مع وجود شريك مناسب ورؤية واضحة ومعرفة حقيقية باحتياجاتك وأهدافك من العلاقة الجديدة فلا داعٍ للتردّد.

في الختام..

يمكن القول أنَّ الألم النفسي الناجم عن الانفصال العاطفي يشبه تماماً الألم الجسدي، يتطلَّب معرفة الأسباب والعمل على معالجتها والتخفيف منها بالإضافة إلى الصبر وأخذ الوقت الكافي للتعافي والدخول في علاقة جديدة، وتذكَّر أنَّك تستحق الحب وأنَّك ستجده في الوقت المناسب.