تنتهي الكثير من العلاقات بالانفصال لأسباب عديدة ويكون الغضب والانفعال سيد الموقف فيشعر الطرفين أنَّه قرار نهائي لا رجوع عنه ولكن مع مرور الأيام والتفكير بهدوء فيما حصل قد تشعر بشيء من الندم أو الحنين للشخص الذي عشت معه أياماً جميلة وجمعتكما تفاصيل كثيرة. 

تعد فكرة العودة للشريك السابق جذابة أكثر من البحث عن علاقة جديدة والبدء في التعارف واستكشاف الشخص الجديد مع احتمالية عدم التوافق أو الاستمرار لهذا يعود الشخص للتفكير بشريكه السابق ومميزاته والذكريات الجميلة التي جمعتهما خاصة إذا بقي الحب موجوداً بعد الانفصال، يمكن تشبيه هذه الحالة بمنطقة الراحة التي يصعب الخروج منها والبدء من جديد.

 

قبل اتخاذ خطوة المبادرة نحو الشريك السابق

التفكير بالعودة للشريك السابق

لا شكّ أنّ الوحدة قاسية على الإنسان وقد يهرب من قسوتها بالحنين إلى الشريك السابق وتتبّع أخباره واستعادة ذكريات الماضي فيراه بأجمل صورة ويرغب في العودة له حتى لو لم يكن مناسباً. كن حذراً من هذه المشاعر الجارفة. تأكّد أنّ رغبتك حقيقية وصادقة وأنّ حبك وقناعتك هو ما يدفعك للتواصل معه. من المفيد أخذ فترة عزلة كافية بعيداً عن أي شيء يذكرك بالماضي سواء صور، أغاني، رسائل أو أماكن كانت تجمعكما حتى تهدأ هذه المشاعر وتتمكن من التفكير بعقلانية والإجابة على هذه الأسئلة:

ما سبب انتهاء العلاقة؟ من الطرف المُخطئ؟ ومن الذي اتخذ القرار بالانفصال؟

يمكن أن تعود بعض العلاقات العاطفية بعد الانفصال بصورة أجمل مليئة بالحب والانسجام بين الطرفين في حال كانت المشاعر والرغبة بالعودة والاستعداد للتغيير أكبر وأقوى من كل الخلافات الماضية، وتذكر أنّ الحب الحقيقي يستحق فرصة جديدة دائماً.

إشارات حمراء تحذّرك من العودة للشريك السابق

الحذر من العودة للشريك السابق

هناك عدة مؤشرات خطيرة في حال وجودها من الأفضل البحث عن شريك جديد بدلاً من محاولة استعادة علاقة سامة وهي:

1-وجود تعنيف جسدي أو إساءة عاطفية في السابق، مثل التسلّط والتكبّر والتهديد، ففي هذه الحالات قد تأتي محاولات إصلاحها بنتائج غير مضمونة.

2-وجود اختلاف جذري في القيم والأهداف يصعب معه بناء علاقة طويلة الأمد.

3-انعدام الثقة بين الطرفين بسبب كثرة المواقف والتجارب السلبية.

4-الرغبة بالعودة من طرف واحد:ربما تغيرت مشاعر الطرف الآخر أو دخل بعلاقة جديدة دون أن تعلم، تأكد أنَّ الحب والرغبة متبادلان قبل القيام بأي خطوة.

 

 مؤشرات تدل على صحة قرار العودة للشريك السابق

 العودة للشريك السابق

1-الحب ما زال موجوداً:

الحب شرط أساسي لأي علاقة ناجحة وهو السبب الأكبر الذي يدفعك للرجوع إلى الشريك السابق، ولكنه ليس كافياً لإعادة بناء علاقة ناجحة دون إصلاح الأسباب التي أدت للانفصال.

2-العلاقة قابلة للإصلاح:

يعتمد ذلك عن السبب الذي أدى للانفصال، بعض الأخطاء يمكن إصلاحها بسهولة مثل سوء التفاهم أو وجود بعض الطباع المزعجة في حين أنّ الأمر يصبح أكثر تعقيداً في حال سبق وحدث تعنيف جسدي أو حالة إدمان. بشكل عام إصلاح العلاقة ليس سهلاً ويتطلب الكثير من الصبر والمبادرة من الطرفين. تحدث إلى شريكك بصراحة ووضوح عن الأسباب التي أدت للانفصال، استمع لآرائه ومشاعره وتقبَّل وجهة نظره.

3-كلا الطرفين تغيَّر نحو الأفضل:

يمكن أن تكون فترة الانفصال مرحلة تمهيدية لعودة العلاقة بصورة أجمل وأقوى في حال عمل كلا الطرفين على تطوير نفسه وإصلاح العادات السلبية التي دمرت علاقتهما سابقاً. من خلال إعادة التواصل مع الشريك السابق ستتمكّن من ملاحظة التغييرات الإيجابية والمشجعة لعودتكما معاً من خلال حوار منسجم ومريح بحيث يكون كلاكما أكثر ارتياحاً في التعبير عن مشاعره وتفهماً لمشاعر واحتياجات الطرف الآخر وهذا مؤشر حقيقي لإمكانية بناء علاقة أجمل وأقوى من السابق.

4-إمكانية استعادة الثقة بينكما:

شعور الأمان في العلاقة أساسه الثقة المتبادلة بين الشريكين، وقد يصعب أحياناً استعادة هذه الثقة في بعض الحالات كالخيانة مثلاً، ولكن مع وجود نية صادقة وتعهد الطرف المُخطئ بتغيير السبب الذي هدم تلك الثقة مع الالتزام بالوفاء بهذا الوعد يمكن أن تعود تدريجياً.

في الختام

الحب قادر على جمع اثنين حتى ولو بعد سنين من الفراق، والحقيقة أنّ الحنين قد يفتح باباً لسعادة أو تعاسة جديدة. يمكن أن تكون العودة للشريك السابق فاتحة جديدة لقصة رائعة الجمال أو العكس، والأمر يتوقف على رغبة الطرفين واستعدادهما للتغيير.