إنّه السؤال الذي يشغل بال الكثيرين وتتداخل في إجابته العديد من العوامل الشخصية والاجتماعية والثقافية، فالزواج قرار مصيري وشراكة طويلة الأمد ويجب أن يتم اختيار الشريك بناءً على تفكير عميق وتوازن بين العقل والعاطفة مع الأخذ بعين الاعتبار مختلف العوامل التي تؤثر على نجاح العلاقة مستقبلاً، والمقصود بالعلاقة الناجحة هو علاقة مليئة بالرضا والسعادة بين الرجل والمرأة على المدى الطويل. وللتأكد من حجم تأثير هذا القرار على حياة الإنسان فلننظر إلى حالات الزواج السلبية المليئة بالخلافات وما سببته من آثار نفسية سيئة وجروحاً عميقة في النفس لكلا الطرفين، بالإضافة إلى امتداد تلك النتائج السلبية للأبناء لذلك يجب التأكيد أنّ الزواج بحد ذاته ليس هدفاً لأنّ جودة العلاقة بين الشريكين أهم من وجودها فقط كمَهمة اجتماعية تمت تأديتها.

الاهتمام باختيار الشخص المناسب للزواج هو مطلب إنساني محق لأنّك ستقضي معه القسم الأكبر من حياتك، أكثر من والديك ومن أبنائك، كما أنّ العلاقة الزوجية فيها الكثير من الاهتمام والعطاء المتبادل وأحياناً التضحية أو التنازل ولهذا يجب أن تبنى على توافق فكري وعاطفي حتى يقوم كل طرف بواجبه نحو الآخر بحب وسعادة.

خطوات عملية تساعدك في اختيار الشخص المناسب للزواج

1-اعرف نفسك جيداً:

قد تبدو هذه النصيحة مكررة ولكنّها أهم ما يمكن فعله لنفسك وللشريك المحتمل، فمن خلال معرفتك الجيدة بشخصيتك بمميزاتها وعيوبها ستتمكن من تقديم نفسك للطرف الآخر بصورة واضحة والتواصل معه بشكل جيد والتعبير عن مشاعرك وأفكارك، كما ستكون قادراً على تحديد الصفات الأساسية بالنسبة لك في الشريك والسلبيات التي يمكنك تقبّلها أو التعامل معها.

2-تعرف على الآخر بتأنٍّ وهدوء:

مهما شعرت بالارتياح والتقارب أثناء مرحلة التعارف إلا أنّ مقومات نجاح العلاقة تتطلب وقتاً طويلاً للتأكد منها ولذلك من الضروري إعطاء هذه المرحلة الوقت الكافي والتفكير جيداً دون الالتفات لأي ضغوط عائلية أو اجتماعية تدفعك للتسرع باتّخاذ قرار مصيري كالزواج. لا تخجل من مناقشة أمور حساسة أو خلافية مثل المعتقدات الدينية أو المشاكل الصحية أو الأمور المالية، لأنّ هذه النقاشات وبالرغم من حساسيتها إلا أنّها ستكون مؤشراً واضحاً على مستوى الأمان والأريحية بينكما في المستقبل ومدى انفتاح الطرف الآخر ومرونته في التعامل ورغبته في صنع تفاهم حقيقي وعميق بينكما.

التعرف على الشخص المناسب للزواج

3-لا تسمح لمشاعرك أن تطغى على عقلك:

أثناء مرحلة التعارف قد تكتشف بعض السلبيات في الطرف الآخر التي لا يمكنك تقبّلها ومع ذلك تقرر التغاضي عنها بسبب اندفاعك العاطفي تجاهه. تجنّب هذا الفخ الذي قد يوصلك لقرار مصيري خاطئ، فتجاهلك لصوت العقل في تلك المرحلة سيؤدي إلى عواقب وخيمة لن تكتشفها إلا بعد الزواج حين تهدأ ثورة العواطف وتبدأ تلك السلبيات بالظهور في كل تفصيل من الحياة اليومية.

 

عوامل تؤكد لك أنّه الشخص المناسب للزواج

أما في حال كنت على علاقة مع شخص تحبّه، تريّث قليلاً قبل اتخاذ أي قرار مصيري، فالعوامل التالية يمكن أن تنفي أو تؤكّد لك أنّه الشخص المناسب للزواج:

1-وجود تواصل حقيقي وفعال بينكما:

بمعنى وجود لغة مشتركة للحوار والإقناع والتعبير عن الرأي ومناقشة أي موضوع دون صدامات أو اتهامات بأسلوب يهدف لإقناع الطرف الآخر بما فيه خير لمستقبل العلاقة. ليس من الضروري أن يكون التواصل بهذا المستوى منذ بداية العلاقة فمعظم مهارات التواصل تُكتَسب خلال التعارف وبعد فهم الطرفين لبعضهما.

2-الإحساس بالأمان:

صدق المثل القائل “اقترب عندما تطمئن لا عندما تنبهر” في الحقيقة وجود هذا الإحساس بين الطرفين يعطي شعوراً عميقاً بالسكينة والاطمئنان ويفتح باباً للكثير من السلوكيات التي تقوي العلاقة مثل التعبير عن النفس بحرية وصدق دون خوف من الحكم أو الانتقاد مع ثقة بدعم الشريك في أي ظرف.

الإحساس بالأمان مع الشخص المناسب للزواج

3-الاحترام والدعم:

لهاتين الصفتين الأهمية القصوى في نجاح أي علاقة، فشعور الإنسان بالتقدير والاحترام والدعم من شريك حياته سيخلق عنده شعوراً بالانتماء الحقيقي لهذا الشخص وكأنّه الملاذ الآمن له من كل صعوبات الحياة.

4- وجود صداقة بينكما:

في حال كنتما أصدقاء قبل الارتباط فهذا عامل إيجابي يختصر الكثير من المهمات في فترة الارتباط، فوجود صداقة تجمعكما يعني وجود ثقة متبادلة واهتمامات وقيم مشتركة ومتعة في قضاء الوقت معاً، بالإضافة إلى أجواء من المرح والضحك كلها عوامل تعزز الحب والانسجام بينكما.

5-وجود تكافؤ بينكما:

لا شك أنّ التقارب الفكري والاجتماعي والمادي له دور كبير في نجاح العلاقة واستقرارها على المدى الطويل، في حين أنّ وجود فوارق كبيرة سيؤدي إلى كثرة الخلافات وعدم التفاهم بسبب اختلاف وجهات النظر وقد تنتهي العلاقة بالانفصال.

في الختام

إنَ اختيار الشخص المناسب للزواج قرار بالغ الأهمية ستترتّب عليه حياة كاملة ودوران عظيمان هما الأمومة والأبوة، ولذلك يجب أن يُبنى على الحب والتفاهم وكل العوامل المذكورة سابقاً لتتمكن من بناء أسرة مستقرة يسودها الحب والسعادة للزوجين والأطفال.