لم تعد فكرة العلاقة عن بعد مستغربة في الوقت الحالي بل أصبحت شائعة خاصة في البلدان التي تعاني من ظروف اقتصادية صعبة، وتُعرَّف بأنها علاقة يعيش فيها الشريكان بعيدين عن بعضهما بمسافات كبيرة يستحيل التنقل بينها يومياً كمدينتين أو بلدين مختلفين، ويتحول لقاءهما شبه اليومي ليصبح فقط مرات قليلة في السنة. وقد تأخذ العلاقة العاطفية هذا الشكل في مراحل مختلفة من الارتباط سواء قبل الزواج بدافع الدراسة أو العمل، أو بعد الزواج بهدف للعمل أو ضمان مستقبل أفضل للأسرة والأطفال.
لا شك أن العلاقة عن بعد تبقى ناقصة وفيها الكثير من الصعوبات. يقول المثل “البعيد عن العين بعيد عن القلب” وهو صحيح في حال كان البعد عشوائياً ودون هدف واضح، أما في العلاقات التي يمتلك فيها الشريكان وعي بالهدف الذي ابتعدا عن بعض من أجله مع رؤية واضحة للمستقبل والحرص على القيام بكل ما يمكن فعله للحفاظ على شعلة الحب بينهما فبالتأكيد لن يزيدهما البعد إلا حباً وقرباً، و يمكن تحقيق ذلك من خلال الخطوات التالية:
1- وضع توقعات وخطة للمستقبل:
قبل السفر من المهم الجلوس معاً وتحديد الهدف من السفر سواء الحصول على شهادة دراسية أو العمل لتحسين الوضع المادي، مع تحديد المدة الزمنية المُتوقعة لتحقيق ذلك الهدف، والتركيز على أنّ العلاقة عن بعد هي مرحلة انتقالية لحياة أفضل تجمعكما تحت سقف واحد بظروف أفضل.
2-التواصل اليومي:
بعد السفر تبدأ التحديات بالظهور ومن أبرزها هي قلة التواصل وخاصة إذا كان الطرفين في منطقتين ذات توقيت زمني مختلف إلى حد كبير بحيث يصبح مجال الوقت المناسب لكليهما للتواصل ضيقاً. ولكن من المهم جداً الحفاظ على عادة التواصل اليومي. لا تسمح أبداً أن يصبح الغياب عادياً، أكّد حبك لشريكك بالعبارات التي تجدها مناسبة ومحببة له كم تحبه وتتمنى وجوده وتنتظر اللحظة التي ستلتقيان فيها مجدداً.
تتيح التكنولوجيا حالياً خيارات متعددة للتواصل كالرسائل النصية والمكالمات الصوتية، ولكن يبقى التواصل المرئي بمكالمات الفيديو هو الأكثر تفاعلاً. بإمكانك استخدام هذه الميزة لإشراك الحبيب في جوانب مختلفة من الحياة اليومية كإعداد الطعام أو مشاهدة فيلم أو مسلسل في أيام العطلة إن أمكن، فذلك يعزز جو الألفة والتقارب كما لو كنتما سوياً. وفي أوقات العمل أو الانشغال يمكنك ترك رسالة لطيفة رومنسية ترسم ابتسامة على وجه الشريك في عز العمل والتعب. المهم هو التوازن والتنوع في طرق التواصل المناسبة لكما.
3-الحفاظ على الثقة:
الثقة والاطمئنان من أهم عوامل استمرار أي علاقة وخاصة العلاقة عن بعد لأن انتقال الشريك إلى مكان جديد يعني التعرف إلى أشخاص جدد، وإذا لم تكن الثقة موجودة ستبدأ الغيرة ثم الشك وقد تتطور الأمور إلى توجيه الاتهامات وانعدام الثقة وبالتالي الانفصال. في الأحوال الطبيعية قد يشعر الشريك بشيء من الغموض والغيرة المعقولة، ولكسر هذا الغموض حاول إخباره بتفاصيل المكان الجديد من حيث طبيعة العمل والأصدقاء الجدد.
4-الحفاظ على حياة جيدة خارج إطار العلاقة:
من الجيد أن تكون علاقتك هي الأولوية في حياتك ولكن لتجنب الملل يفضل أن ينشغل كلا الطرفين بحياتهما اليومية من خلال العمل أو الدراسة والخروج مع الأصدقاء وممارسة الأنشطة المفضلة، وهذا ينعكس إيجاباَ على العلاقة إذ سيكون التواصل ممتعاً وفيه أشياء جديدة للحديث عنها كل مرة.
5-اللقاءات وجهاً لوجه:
أياً كانت طبيعة العمل أو الدراسة ففي الغالب هناك اجازات سنوية يجب ألا تمضي دون أن يلتقي الشريكان ببعضهما، فبعد فترة غياب طويلة تصبح العلاقة عن بعد بأمس الحاجة إلى لقاء حقيقي يجدد المشاعر ويعيد الشغف ويساعد على تحمل القادم من غربة الأيام.
6-الحفاظ على التفاؤل والايجابية:
العلاقة عن بعد فيها الكثير من لحظات الإحباط للشريكين بسبب الشعور بالوحدة والاشتياق وكذلك زيادة المسؤوليات. تذكر أنّ غربتك مجرد وسيلة وهي مرحلة مؤقتة يجب أن تتحلى فيها بالإيجابية والتفاؤل لتحقق هدفك الأساسي من السفر ويجتمع شملكما من جديد.
7-كسر الروتين وإضافة عنصر المفاجأة:
من المهم إدخال عنصر المغامرة والمفاجأة لضمان استمرارية الشغف وتجديده. يمكنك إرسال رسالة رومانسية في وقت غير متوقع أو إرسال هدية مميزة إلى عنوان إقامة شريكك، خاصة مع توفر خدمة الشراء عبر الإنترنت التوصيل في أغلب الدول.
في الختام
بالتأكيد يتمنى كل حبيبين أن يكونا قريبين من بعضهما ولذلك تبقى العلاقة عن بعد ليست الخيار المُفضَّل، إلا أن الاضطرابات الأمنية والاقتصادية قد تجعلها الخيار الأفضل للخروج من هذه الظروف والحصول على حياة جديدة.
Leave A Comment