يعد الحديث عن الأمور المالية موضوعاً حساساً في الكثير من العلاقات العاطفية سواء قبل الزواج أو بعده، وقد يؤدي الخجل غالباً إلى تجنب الحديث والاتفاق حول هذه الأمور مما يسبب مشكلات كبيرة وسوء تفاهم سيظهر عاجلاً أم آجلاً.

يخشى الكثيرون من مناقشة الأمور المالية مع الشريك بسبب الحرج أو الخوف من توتر العلاقة. هناك اعتقاد خاطئ أن الحب والأحاديث المادية يتعارضان مع بعضهما، العكس تماماً هو الصحيح، العلاقة الصحية والحب حقيقي يعزز التواصل الفعال بين الشريكين ويمكنهما من الحديث حول أي موضوع بأريحية تامة.

لماذا يعد الحديث في الشؤون المالية مهماً جداً؟

لأننا نتعامل مع المال يومياً وتأثيره الكبير على نمط ومستوى المعيشة يعطيه هذه الأهمية الحساسة فاختلاف وجهات النظر أو أسلوب الإنفاق بين الشريكين قد يؤدي إلى الكثير من المشاكل خاصة بعد الزواج مع تزايد نفقات الأسرة ومتطلبات الأطفال في المستقبل.

التواصل الفعال والجيد هو الطريقة الوحيدة لإدارة الشؤون المالية بنجاح وتفاهم بين الشريكين وفيما يلي بعض الأساليب النصائح الفعالة لتحقيق ذلك: لوضع سياسة مالية ترضي الطرفين:

1-اختر الوقت المناسب:

 التحدث في الأمور المالية

ويفضل أن يكون في مرحلة مبكرة من العلاقة وقبل اتخاذ خطوة الارتباط الرسمي. بعد الزواج من الضروري الحديث عن هذه الأمور بشكل دوري خاصة مع زيادة المسؤوليات ونفقات الأسرة. من الخطأ تأجيل هذا النوع من الأحاديث إلى حين وقوع أزمة مالية.

2-ابدأ بأسئلة:

أسئلة عامة غير مباشرة يمكنك من خلالها تقييم الوضع المادي للشريك، مثل السؤال عن العمل، عن طبيعة حياته، ما هي الأشياء التي يحب شرائها، نمط حياته وخططه المستقبلية

3-تحدث عن تجارب سابقة:

إذا وجدت صعوبة في طرح الأمر بشكل مباشر يمكنك الحديث عن مشكلة مالية تعرضت لها سابقاً لتشجيع الشريك على الحديث وإبداء رأيه ومشاركة تجاربه.  

4-الصدق والصراحة:

يجب أن تكون الأمور المالية واضحة بينكما قبل الارتباط الرسمي من حيث الدخل الشهري والإمكانيات المادية وطريقة الإنفاق بعد الزواج هل ستكون مشتركة أم فقط من الرجل مع وضع ميزانية شهرية تلبي الأساسيات ثم الكماليات

 

5-حددا أهدافاً مشتركة وتواصلا باستمرار:

يساعد وضع أهداف مادية مشتركة مثل شراء منزل أو الادخار للتقاعد على تقريب وجهات النظر والحفاظ على تواصل مستمر إيجابي بهذا الشأن من حيث مناقشة الخيارات المتاحة واتخاذ القرارات التي تخدم تحقيق هذا الهدف.

 

6-تحديد المسؤوليات والأدوار:

حل الأمور المالية

لا توجد قاعدة محددة فالأمر عائد للاتفاق، قد ترغب الزوجة في البقاء في المنزل في بداية مرحلة الزواج والرجل هو من يتولى مسؤولية المالية كاملة، أو أن يكون العمل والإنفاق مشتركاً. المهم هو الاتفاق على مستوى المعيشة المناسب وطريقة الإنفاق والادخار مع تحديد الهدف منه هل هو من أجل الأمان المادي أم الاستثمار. 

7-تجنب اللوم واستذكار أخطاء الماضي:

قد يؤدي سوء التقدير في بعض الأحيان إلى مصاريف غير ضرورية أو حدوث خسائر، عند التعرض لأي ضائقة مادية تجنب توجيه اللوم والشكوى أو استحضار أخطاء الشريك السابقة لإثبات أنك على حق، فذلك لن يزيد العلاقة إلا توتراً وسيصعب إيجاد حل مناسب.

8-ضع نفسك مكان شريكك:

من النادر أن يكون دخل الزوجين متماثلاً، وغالباً ما يمتلك الطرف الأقل دخلاً مخاوف مادية وقلقاً من المستقبل. في حال كنت الطرف الأعلى دخلاً حاول أن تطمئن شريكك وتؤكد له على دعمك له وللأسرة والتزامك بواجباتك المادية كاملة فذلك يعزز شعور الأمان والتواصل بينكما.

9-لا تجعل المال سبباً للتوتر:

في حال كنتما تتشاركان المسؤولية المالية ليس من الضروري أن يكون كل شيء مناصفةً فهذه الطريقة تنطبق على شريك السكن لا شريك حياتك. يُفضل أيضاً عدم الحديث عن تفاصيل نفقات المستلزمات الشخصية وعدم التركيز على موضوع التبذير أو البخل مالم يكن واضحاً فذلك يجعل التواصل بينكما سلبياً ومشحوناً. 

10-لا بأس من الاستقلال المادي:

يجب بعض الأشخاص الحفاظ على استقلالية مالية حتى في حال الإنفاق المشترك. لا بأس من بقاء حسابات بنكية منفصلة إلى جانب الحساب المشترك المخصص للأسرة بشكل عام.  

يمكننا التواصل الصادق والفعال من حل أي سوء تفاهم أو مشكلة تتعلق بالجانب المادي قبل تفاقمها ووصولها للحد الذي يضر الشريكين ويهدد استقرار العلاقة.

لمعرفة المزيد عن أسس الحوار والتعامل مع الشريك نقدم لك ورشة “التواصل الذكي مع الشريك”، بادر بالتسجيل لتتعلم كيفية بناء تواصل فعال مع الشريك يحافظ على الحب والمودة بينكما، مع أمثلة عملية تساعدك على تطبيق ما تعلمته.